هل وضعت الحربُ أوزارها؟.
بقلم: آدم علي آدم ابو عاقلة
حرب الكرامة الوطنية التي فرضتها مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية على السودان وشعبه وقواته المسلحة بابت تلفظ أنفاسها الأخيرة لا محالة.
. والدليل على ما أقول تلك الانتصارات الباهرة، وسيطرة القوات المسلحة والقوات المساندة لها على زمام الأمور والتحكم على مقاليد، وخطام الأوضاع الأمنية في جميع محاور القتال، فضلا عن هروب فلول المرتزقة أمام جبروت القوات الباسلة كالجرذان المذعورة، مقهورة، مدحورة تجرجر أذيال الهزيمة النكران صباح مساء.
لم يبق لمليشيا الدعم الصريع من ملاذ إلى الموت الزؤام، فهي الآن لا حول لها ولا قوة، ولا حيلة، غير بالبكاء والنواح والنحيب ولطم الخدود وشق الجيوب وإطلاق الإشاعات المغرضة، وبث الأكاذيب عبر الوسائط، بالرغم من أميتهم التقنية، وجهلهم بفنون، واستخدام الميديا الحديثة.
فقد ظلوا هؤلاء الأوغاد بتلك مثار للسخرية والتهكم من كافة المجتمعات المحلية والدولية من خلال تلك الأفاعيل الرعناء التي يوثقون عبرها لجرائمهم الشنعاء بأيديهم وهم لا يعلمون.
للأسف إن هذه الأكاذيب، والافتراءات، والمسرحيات الثمجة، سيئة الإخراج هزيلة الأدوار، والتي يحبكونها أحياناً، لتضليل الرأي العام لم تجد من يصدقها إلا شرذمة قليلة من أتباعهم، ومعاونيهم الخونة والمندسين، وحفنة من الرعاع، ممن في قلوبهم زيغ، ومرض عضال ران على قلوبهم فأزكم أنوفهم، وأعمي بصائرهم عن رؤية الحقائق الصادقة بعين فاحصة وعقل واعي وقلب منيب.
إن طرد للمليشيا المتمردة من قلب الخرطوم، والجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض. ما هو إلا أبلغ درس، وأصدق برهان، وأكبر دليل على انكسار هؤلاء الأوباش حيث أصبح التمرد بلا أدنى شك على أعتاب الخروج من كردفان الكبرى بلا عودة. وقريبا من دار فور كلها بأدن الله وعونه وبفضل جهود القوات المسلحة والقوات المشتركة والتشكيلات المساندة من البراؤون والنخبة، والدراعة والمقاومة الشعبية وجموع الشعب السوداني.
إن ولاية شمال كردفان بمكونها الاجتماعي الأصيل المتماسك، وبوعي وادارك مواطنيها الشرفاء لمآلات الحرب، وتداعياتها السالبة، ظلت صامدة كالجبال دون أن تتزحزح قيد أنملة. ودون أن تلين لها قناة. ولم ولن تنكسر لها شوكة رغم الحصار. كيف لا فهي التي علمت العالم أجمع معنى الفداء والتضحية من خلال صمودها في وجه الاعادي لأكثر من 27 شهراً جيت باتت صابرة محتسبة لله تنظر للمستقبل الزاهر (برؤية ثاقبة) بأيمان عميق بحتمية انتصار القوات المسلحة السودانية في حرب الكرامة لا مناص.
طلت ولاية شمال كردفان بكل مكوناتها الإثنية، والثقافية والرياضية تسند ظهر القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دون كلل ولا ملل. وتحرض المجاهدين على القتال والبذل والعطاء والتضحية من أجل أن تبقى هذه الولاية حرة أبيه
نعم لم يعر انسان هذه الولاية الصامدة الصابرة المثابرة أدنى اهتمام للشائعات المغرضة التي تطلقها ابواق التمرد ويبثها ضعفاء النفوس لزعزعة الأمن والاستقرار . ولكن هيهات هيهات ان ما يطلبونه سيكون بعيد المنال صعب الميراس عصي عليهم ودونه خرط القتاد.
بالرغم من كل الظروف ظلت ولاية شمال كردفان تمارس حياتها اليومية بصورة طبيعية في الأسواق والأحياء وفي ميادين الرياضة حيث تشارك الفرق الرياضية في البطولات القومية والقارية. وأن مجتمعها الواعي المتماسك ظل يعمل لما بعد الحرب من خلال الأنشطة الاجتماعية التي تدعم رتق النسيج الاجتماعي ونشر ثقافة السلام ونبذ خطاب الكراهية وقبول الآخر والتسامي فوق الجراحات وتوحيد الجبهة الداخلية،
الشاهد على ذلك أن والي شمال كردفان عبد الخالق عبد اللطيف كان قد شهد وخاطب الثلاثاء الماضي بالأبيض ثلاثة أنشطة مجتمعية ترمي إلى ما بعد الحرب كان أولْها نظمته الإدارة العامة للشؤون الدينية بالتعاون مع منظمة النجاشي الخيرية بقاعة المشير سوار الدهب حيث استهدف اللقاء 200 من الدعاة ومشائخ الطرق الصوفية قدمت فِيَه ورقة بعنوان رتق النسيج الاجتماعي ونبذ خطاب الكراهية.. وهذا اللقاء المجتمعي. يؤكد أن الحرب وضعت اوزارها. وان الجميع قد تجاوزوا مرحلة الحرب ومراراتها إلى مرحلة ما بعد الحرب.
المنشط الثاني نظمته قبائل ولاية شمال كردفان لتكوين تحالف مجتمعي يضم نظارات الولاية العشر بتكويناتها المختلفة ويهدف إلى وحدة الصف وتجاوز الخلافات والعمل يد واحدة من أجل الولاية وهذا يصب أيضاً في العمل لما بعد الحرب
أما المنشط الثالث فكان مبادرة من شباب الولاية لحماية المدنيين وهذا أيضاً يدل على أن الجميع يعمل لما بعد الحرب.
وبهذه المضامين نقول بالفم المليان أن مجتمع شمال كردفان قد تجاوز الحرب ويعمل بعقل جمعي لما بعدها وهي بالتأكيد المرحلة الأصعب تحتاج لتضافر الجهود والعمل يد واحدة لإعمار ما دمرته الحرب الغاشمة
التحية لقواتنا المسلحة الباسلة ولشعب شمال كردفان الذي لم ينزح ولم يغادر الديار بل ظل متمسكا بالأرض مساندا لقواته المسلحة النظامية الأخرى.
والله ولي التوفيق