إشارات: رشا حسين إبراهيم. 

تخلّف الحرب التي تشنها مليشيا الدعم السريع المتمردة على ربوع السودان آثاراً مدمرة طالت مختلف مناحي الحياة ورغم الصمود البطولي الذي تبديه القوات المسلحة والقوات النظامية المساندة لها في التصدي لهذا العدوان فقد أدت المواجهات إلى تداعيات جسيمة زادت العبء على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. 

وفي ظل هذا الواقع الصعب تشهد مدينة الأبيض حاضرة محلية شيكان بولاية شمال كردفان كغيرها من مدن السودان تدفقاً متزايداً للنازحين والمتأثرين جراء الحرب مما يشكل ضغطاً إضافياً على الموارد والخدمات ويستدعي مضاعفة التدخلات الإنسانية لتلبية الاحتياجات المتزايدة في مختلف القطاعات. 

ورغم وطأة الحرب اتسمت محلية شيكان بإرادة صلبة في تطبيع الحياة العامة قدر المستطاع حيث نجحت في استيعاب موجات النزوح القادمة من محليات الولاية وولايات الجوار عبر استضافة الأسر النازحة داخل منازل المواطنين وتحويل عدد من المدارس إلى مراكز إيواء مؤقتة في مشهد يعكس تلاحماً مجتمعياً رفيعاً شكل خط الدفاع الأول أمام الأزمة الإنسانية المتفاقمة. 

وفي إطار تطوير هذه الجهود وتنظيمها اتخذت حكومة ولاية شمال كردفان قراراً بإنشاء معسكر نزوح موحد داخل محلية شيكان بغرض تجميع النازحين في موقع مركزي يسهم في تحسين تقديم الخدمات وضمان الحد الأدنى من الأمان والحماية وقد أشرف قطاع التنمية الاجتماعية بالولاية على تشغيل المعسكر وتنظيم عملياته مما أدى إلى رفع كفاءة توزيع المساعدات وتوفير احتياجات أساسية تشمل الغذاء والمياه والرعاية الصحية. 

وتعزيزاً لهذه الجهود قادت إدارة محلية شيكان بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني مبادرة واسعة لتوفير حزمة من المساعدات الإنسانية العاجلة بدعم من منظمات وطنية ودولية ومساهمات سخية من الخيرين والمجتمعات المحلية بهدف تخفيف معاناة النازحين وتأمين ضروريات الحياة لهم. 

ورغم النجاحات التي تحققت تظل التحديات قائمة فمع شح الموارد واستمرار النزوح وطول أمد الحرب تؤكد محلية شيكان على حاجتها الماسة إلى دعم إنساني مستدام من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية حتى تتمكن من مواصلة مسيرتها في الصمود وتفادي تحول الوضع الإنساني إلى كارثة يصعب احتواؤها في منطقة باتت تقدم نموذجاً حقيقياً في التضامن والتكافل الإداري والمجتمعي وسط نيران الحرب.

By admin